الأربعين النووية
نص الحديث شرح الحديث ترجمة الراوي فيديو الحديث

عَنْ أَبِيْ ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيِّ جُرثُومِ بنِ نَاشِرٍ رضي الله عنه عَن رَسُولِ اللهِ قَالَ: (إِنَّ اللهَ فَرَضَ فَرَائِضَ فَلا تُضَيِّعُوهَا، وَحَدَّ حُدُودَاً فَلا تَعْتَدُوهَا وَحَرَّمَ أَشْيَاءَ فَلا تَنْتَهِكُوهَا، وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ رَحْمَةً لَكُمْ غَيْرَ نِسْيَانٍ فَلا تَبْحَثُوا عَنْهَا) حديث حسن رواه الدارقطني وغيره.

قوله: (فَرَضَ) أي أوجب قطعاً، لأنه من الفرض وهو القطع. قوله: (فَرَضَفَرَائِضَ) مثل الصلوات الخمس، والزكاة، والصيام،والحج،وبر الوالدين، وصلة الأرحام، ومالا يحصى. قوله: (فَلاتُضَيِّعُوهَا) أي تهملوها فتضيع ، بل حافظوا عليها. قوله: (وَحَدَّحُدودَاًفَلاتَعتَدوها) الحد في اللغة المنع، ومنه الحد بين الأراضي لمنعه من دخول أحد الجارين على الآخر، وفي الاصطلاح قيل:إن المراد بالحدود الواجبات والمحرمات. فالواجبات حدود لا تُتعدى، والمحرمات حدود لا تقرب. وقال بعضهم: المراد بالحدود العقوبات الشرعية كعقوبة الزنا، وعقوبة السرقة وما أشبه ذلك. ولكن الصواب الأول،أن المراد بالحدود في الحديث محارم الله عزّ وجل الواجبات والمحرمات، لكن الواجب نقول:لا تعتده أي لاتتجاوزه، والمحرم نقول: لا تقربه، هكذا في القرآن الكريم لما ذكر الله تعالى تحريم الأكل والشرب على الصائم قال: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا) ولما ذكر العدة وما يجب فيها قال: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقرَبُوهَا) . قوله: (وَحَرَّمَ أَشيَاء فَلا تَنتَهِكوهَا) أيفلا تفعلوها، مثل :الزنا، وشرب الخمر، والقذف، وأشياء كثيرة لا تحصى. قوله: (وَسَكَتَ عَنْ أَشيَاء رَحمَةً لَكُمْ غَيرَ نسيَان فَلا تَبحَثوا عَنهَا) سكت عن أشياء أي لم يحرمها ولم يفرضها. قال: سكت بمعنى لم يقل فيها شيئاً ، ولا أوجبها ولا حرمها. وقوله: (غَيْرَ نسيَان) أي أنه عزّ وجل لم يتركها ناسياً لوقوله تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً) ولكن رحمة بالخلق حتى لا يضيق عليهم. قوله: (فَلا تَبحَثوا عَنهَا) أي لا تسألوا، مأخوذ من بحث الطائر في الأرض، أي لا تُنَقِّبُوا عنها،بل دعوها.

الصحابي أبو ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشب ، وقيل‏:‏ جرهم بن ناشب، وقيل‏:‏ ابن ناشم، وقيل‏:‏ ابن لاشر، وقيل‏:‏ ابن عمرو، أبو ثعلبة الخشني، وقد اختلف في اسمه واسم أبيه كثيراً، وهو منسوب إلى خشين، بطن من قضاعة‏.‏ شهد الحديبية، وبايع تحت الشجرة بيعة الرضوان، وضرب له رسول الله بسهمه يوم خيبر، وأرسله النبي إلى قومه، فأسلموا، ونزل الشام، ومات أول إمرة معاوية، وقيل‏:‏ مات أيام يزيد، وقيل‏:‏ توفي سنة خمس وسبعين، أيام عبد الملك بن مروان.

صوت

فيديو

الحديث (29) الحديث (31)